﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (٦٩) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مِمَّا قَالُوا﴾ يجوز أن تكون ﴿مَا﴾ موصولة، وأن تكون مصدرية.
وقوله: ﴿وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ أي: ذا وجاهة، وهي المنزلة والرفعة، والفعل منه وَجُهَ يَوْجُه بالضم فيهما وجاهة، فهو وجيه، إذا صار ذا جاه وقدر، وهذه قراءة الجمهور. وقرئ: (وكان عبدًا) من العبودية (لله) بلام الجر (١)، والوجه قراءة الجمهور لأنها منبئة بوجاهته عند الله، كقوله: ﴿عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ (٢)، وهذه ليست كتلك، لأن هذه إنما يفهم منها أنه عبد الله، ولا يفهم منها وجاهته عند من هي؟ أعند الخالق، أم عند المخلوقين؟ وينكهم من تلك أنه وجيه عند الله ليس إلا.
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (٧٢) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٧٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لِيُعَذِّبَ اللَّهُ﴾ في هذه اللام وجهان:
أحدهما: من صلة (حَمَلَهَا)، ليثبِّتَ الله المطيعين، ويعذب العاصين.
(٢) سورة التكوير، الآية: ٢٠.