وفي حرف ابن مسعود - رضي الله عنه -: (تبينت الإنس أن الجن لو كانوا) (١). وبه استدل بعضهم على قراءة الجمهور، وأن المعنى والتقدير: تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين، فاعرفه.
﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)﴾
قوله عز وجل: ﴿لِسَبَإٍ﴾ قرئ بالصرف (٢) على أنه اسم للأب، أو للحي، وبمنعه (٣) على أنه اسم للقبيلة، وإسكان همزته (٤) على إجراء الوصل مجرى الوقف، وقد ذكر في "النمل" (٥).
وقوله: (في مساكنهم) قرئ بالجمع (٦)، وهو جمع مَسْكَنٍ أو مَسْكِنٍ بفتح الكاف وكسرها، وهو موضع سكناهم، وهو بلدهم وأرضهم التي كانوا مقيمين فيها، أو مسكن كل واحد منهم ولذلك جمع، لأن كل ساكن له مسكن، ويجوز أن يكون المفتوح مصدرًا والمكسور مكانًا.
وقرئ: بهما مفردين (٧)، ويجوز أن يكونا مصدرين، وأن يكونا مكانين.
و﴿آيَةٌ﴾: اسم ﴿كَانَ﴾. و ﴿جَنَّتَانِ﴾ بدل منها، فلا يوقف على
(٢) هذه قراءة أكثر العشرة.
(٣) لم يصرفه أبو عمرو، وابن كثير في رواية البزي.
(٤) قرأها ابن كثير في رواية قنبل، وهي خطأ من جهة الرواية. وقد تقدم تخريج هذه القراءات عند الآية (٢٢) من سورة النمل حيث ورد الحرف هناك.
(٥) الآية (٢٢).
(٦) هي قراءة أكثر العشرة كما سيأتي.
(٧) قرأ حمزة، وحفص عن عاصم: (مسكَنهم) مفردة مفتوحة الكاف. وقرأ الكسائي، وخلف: (مسكِنهم) بكسر الكاف. انظر القراءتين مع قراءة الباقين في السبعة / ٥٢٨/. والحجة ٦/ ١٢. والمبسوط ٢٦١ - ٢٦٢.