قوله عز وجل: ﴿وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ﴾ قرئ: بغير همزة (١)، وهو التفاعل من نَاشَ يَنُوشُ نَوْشًا، إذا تناول، وتناوش القوم، تناول بعضهم بعضًا، والمعنى: من أين لهم تناول الإيمان من مكان بعيد؟ أي: لا سبيل لهم إلى تناوله، لذهاب أزمان التكليف.
وقرئ: بالهمزة (٢)، وفيه وجهان:
أحدهما: بدل من الواو لكونها مضمومة، وضمتها لازمة.
والثاني: أصل من النئيش، وهو الحركة في إبطاء (٣)، والمعنى: من أين لهم الحركة فيما بعد، ولا حيلة في ذلك.
وقيل: هو من نأش، إذا طلب (٤)، والمعنى: من أين لهم طلب الإيمان في الآخرة ومكانه الدنيا، لأنها دار التكليف؟
هذا آخر إعراب سورة سبأ
والحمد لله وحده
(١) هذه قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج.
(٢) أي (التناؤش) وهي قراءة أبي عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، ورواية عن أبي بكر عن عاصم. انظر القراءتين في السبعة/ ٥٣٠/. والحجة ٦/ ٢٣. والمبسوط/ ٣٦٥/. والتذكرة ٢/ ٥٠٨.
(٣) قاله أبو إسحاق مع الوجه الأول. انظر معاني الزجاج ٤/ ٢٥٩. وحكاه عنه النحاس ٢/ ٦٨٢.
(٤) قاله أبو عبيدة ٢/ ١٥١. والفارسي في الحجة ٥/ ٢٤.
(٢) أي (التناؤش) وهي قراءة أبي عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، ورواية عن أبي بكر عن عاصم. انظر القراءتين في السبعة/ ٥٣٠/. والحجة ٦/ ٢٣. والمبسوط/ ٣٦٥/. والتذكرة ٢/ ٥٠٨.
(٣) قاله أبو إسحاق مع الوجه الأول. انظر معاني الزجاج ٤/ ٢٥٩. وحكاه عنه النحاس ٢/ ٦٨٢.
(٤) قاله أبو عبيدة ٢/ ١٥١. والفارسي في الحجة ٥/ ٢٤.