يَنْقَصُ شيء من عمره، وأن يكون متعديًا، على: ولا ينقص الله من عمره شيئًا، وإلى هذا التأويل ترجع قراءة الجمهور، فاعرفه.
وقوله: ﴿سَائِغٌ شَرَابُهُ﴾ ارتفاع قوله: ﴿شَرَابُهُ﴾: بسائغ على المذهبين لكونه اعتمد على ما قبله، والسائغ: المَرِئ السهل الانحدار لعذوبته، وقرئ: (سَيِّغ) بالتشديد بوزن سيّد (١)، وهو فيعل، وعينه واو، وأصله سَيْوغْ كمَيْوتْ في الأصل من ساغ الشراب يسوغ سوغًا، إذا سهل دخوله في الحلق. ، وسغته أنا، يتعدى ولا يتعدى. و (سَيْغٌ) بالتخفيف (٢)، وهو محذوف من سيِّغ كميْتٍ من مَيِّتٍ. و (مَلِحٌ) على فَعِلٌ (٣)، وهو مقصور من مالح.
وقوله: ﴿وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ﴾ (فيه) يجوز أن يكون من صلة ﴿مَوَاخِرَ﴾، وأن يكون من صلة (تَرَى)، وأن يكون حالًا من ﴿الْفُلْكَ﴾. و ﴿مَوَاخِرَ﴾: حال إما من الفلك، وإما من المنوي في ﴿فِيهِ﴾ إن جعلته حالًا وإلا فلا.
﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (١٤) يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (١٧)﴾:

(١) قرأها عيسى الثقفي كما في مختصر الشواذ/ ١٢٣/. والمحتسب ٢/ ١٩٩. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٦٢. وقال أبو حيان ٧/ ٣٠٥: ورويت عن أبي عمرو، وعاصم.
(٢) رواية أخرى عن عيسى. انظر المحتسب ٢/ ١٩٨. والبحر ٧/ ٣٠٥. والدر المصون ٩/ ٢٢٠.
(٣) قرأها طلحة بن مصرف. انظر إعراب النحاس ٢/ ٦٩١. والمحتسب ٢/ ١٩٩. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٦٢. والقرطبي ١٤/ ٣٣٤.


الصفحة التالية
Icon