وقوله: ﴿يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ ﴿يَرْجُونَ﴾ خبر ﴿إِنَّ﴾، أي: يأملون تجارة لن تكسد.
وقوله: ﴿لِيُوَفِّيَهُمْ﴾ يجوز أن يكون من صلة ﴿يَرْجُونَ﴾، وأن يكون من صلة محذوف، أي: فعلوا جميع ذلك لهذا الغرض، وقد يجوز أن يكون ﴿يَرْجُونَ﴾ في موضع الحال، على معنى: وأنفقوا راجين توفية أجورهم، وخبر ﴿إِنَّ﴾ ﴿غَفُورٌ شَكُورٌ﴾، على معنى: غفور لهم، شكور لأعمالهم.
وقوله: ﴿هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا﴾ (هو) يجوز أن يكون فصلًا، وأن يكون مبتدأ. و ﴿مُصَدِّقًا﴾ حال مؤكدة، لأن الحق لا ينفك من هذا التصديق (١).
وقوله: ﴿لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ من صلة ﴿مُصَدِّقًا﴾.
﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٣٣) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (٣٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا﴾ الجمهور على رفع ﴿جَنَّاتُ﴾ وفيه أوجه: أن يكون مبتدأ والخبر محذوف، أي: لهم جنات عدن، أو هو جنات عدن، كأنه قيل: ما ذلك الفضل؟ فقيل: هو جنات عدن. وأن يكون بدلًا من قوله: ﴿هُوَ الْفَضْلُ﴾، وأن يكون خبرًا بعد خبر لـ ﴿ذَلِكَ﴾.
و﴿يَدْخُلُونَهَا﴾ صفة لـ ﴿جَنَّاتُ﴾ على هذه الأوجه. وأن يكون مبتدأ والخبر ﴿يَدْخُلُونَهَا﴾ والكلام مستأنف.
وقرئ: (جناتِ عدن) بالنصب (٢)، على إضمار فعل يفسره
(٢) قرأها عاصم الجحدري. انظر إعراب النحاس ٢/ ٦٩٨. ومختصر ابن خالويه/ ١٣٣/. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٧٧.