الثقيلة، واسمها مضمر وهو ضمير الشأن أو الأمر، واللام هي اللام الفارقة بينها وبين النافية، ومن شددها كانت بمعنى: إلا، كقولهم: نشدتك بالله لما فعلت، أي: إلا فعلت، وأن نافية بمعنى (ما)، أي: وما كلُّ إلا جميع لدينا محضرون، والتنوين في ﴿كُلٌّ﴾ عوض من المضاف إليه، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (١)، وقد مضى الكلام على (لما) في آخر سورة هود بأشبع من هذا (٢).
﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (٣٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ﴾ (آية) مبتدأ، و (لهم) صفته، و (الأرض) الخبر أو بالعكس. وقيل: (آية) مبتدأ ثان، و ﴿أَحْيَيْنَاهَا﴾ خبره، والجملة في موضع التفسير للجملة الأولى. ﴿وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ﴾ أي: شيئًا من العيون، أو العيون على المذهبين.
وقوله: ﴿لِيَأْكُلُوا﴾ من صلة ﴿وَفَجَّرْنَا﴾، أو ﴿وَجَعَلْنَا﴾.
﴿مِنْ ثَمَرِهِ﴾ اختلف في الضمير، فقيل: للماء، أي: من ثمر الماء، لأن الماء أصل الجميع (٣).
وقيل: للنخيل، وهو في اللفظ مذكر، وتُرك الأعناب غير مرجوع إليها، لأنه عُلِمَ أنها في حكم النخيل فيما علق به من أكل ثمره (٤).

(١) انظر إعرابه للآية (١١٦) من البقرة.
(٢) عند إعراب الآية (١١١) منها، وقد أشرت إليه قبل قليل.
(٣) اقتصر البغوي ٤/ ١٢ على هذا القول.
(٤) انظر مجاز القرآن ٢/ ١٦١. والكشاف ٣/ ٢٨٦.


الصفحة التالية
Icon