و (أَعْهِد) بكسر الهاء (١)، وقد جوز أبو إسحاق فيه وجهين: أن يكون من باب فَعِل يَفْعِل بالكسر فيهما كَنَعِمَ يَنْعِمُ، وأن يكون من باب فَعَل يفعِل بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر، كَجَذَبَ يَجْذِبُ (٢).
وقوله: ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي﴾ عطف على ﴿أَنْ لَا تَعْبُدُوا﴾ داخل في ضمن العهد.
وقوله: ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا﴾ في ﴿جِبِلًّا﴾ لغات: (جُبُلًا) بضمتين مع تخفيف اللام، و (جُبْلًا) بضمة وسكون، و (جِبِلًّا) بكسرتين وتشديد اللام، و (جُبُلًّا) بضمتين وتشديد اللام، و (جبْلًا) بكسرة وسكون، وهذه كلها لغات بمعنى الخَلْقِ، وقد قرئ بهن جُمَعَ (٣).
﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (٦٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ﴾ الجمهور على رفع الفعلين عطفًا على ﴿نَخْتِمُ﴾، وقرئ: (ولِتُكَلّمَنا أيديهم ولِتَشْهَدَ) بلام كي في الفعلين والنصب (٤) حملًا على محذوف دل عليه ﴿نَخْتِمُ﴾، أي: ولذلك ختمنا على

(١) رواية أخرى لابن وثاب كما في المحرر الوجيز الموضع السابق.
(٢) انظر معاني الزجاج ٤/ ٢٩٢.
(٣) أما القراءات المتواترة منها فهي: (جِبِلًّا) بكسرتين وتشديد اللام، وبها قرأ المدنيان وعاصم. و (جُبْلًا)، وبها قرأ أبو عمرو وابن عامر. و (جُبُلًا) وبها قرأ حمزة، وابن كثير، والكسائي، وخلف، ورويس عن يعقوب. و (جُبُلًّا) ليعقوب برواية روح وزيد. انظر السبعة/ ٥٤٢/. والحجة ٦/ ٤٤. والمبسوط/ ٣٧٢/. والتذكرة ٢/ ٥١٤. وانظر بقية القراءات في مختصر الشواذ ١٢٥ - ١٢٦. والمحتسب ٢/ ٢١٦. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢١٠.
(٤) هي قراءة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وطلحة. انظر معاني الفراء ٢/ ٣٨١. ومعاني النحاس ٥/ ٥١٢. والمحتسب ٢/ ٢١٦. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢١١. وزاد المسير ٧/ ٣١.


الصفحة التالية
Icon