وقوله: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ﴾ يجوز أن يكون خبرًا بعد خبر، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، وأن يكون بدلًا من واحد، ويجوز في الكلام نصبه بإضمار أعني. أو على الصفة لاسم ﴿إِنَّ﴾، ﴿وَرَبُّ الْمَشَارِقِ﴾ عطف عليه، إن رَفَعْتَ رَفَعْتَ، وإن نَصَبْتَ نَصَبْتَ.
وقوله: (بزينةِ الكواكبِ) في الزينة وجهان، أحدهما: مصدر كالنِسْبَةِ والخِطْبَةِ. والثاني: اسم لما يُزَانُ به الشيء، كاللِّيْقَةِ، لما تُلاقُ به الدَّوَاةُ، فإذا فهم هذا، فقرئ: بالإضافة (١)، وفيه على الوجه الأول - وهو أن يكون مصدرًا- وجهان:
أحدهما: مضاف إلى الفاعل، أي: بأن زَيَّنَتْهَا الكواكبُ، والأصل بزينةٍ الكواكبُ.
والثاني: مضاف إلى المفعول، أي: بأن زَيَّنَّا الكواكبَ، أو بتزيننا الكواكبَ، والأصل: بزينةٍ الكواكبَ، وبه قرأ عاصم في رواية أبي بكر (٢).
وأما على الوجه الثاني -وهو أن يكون اسمًا لما يزان به- فعلى إضافة النوع إلى الجنس، كبابِ ساجٍ، وخاتمِ حديدٍ، فالكواكب بيان للزينة، لأن الزينة مبهمة في الكواكب وغيرها مما يزان به، كما أن المذكورَين وهما الساج والحديد كذلك.
وقرئ: (بزينةٍ الكواكبِ) بتنوين زينة وجر الكواكب (٣) على البدل من الزينة لأنها هي. و (بزينةٍ الكواكبَ) بتنوين زينة ونصب (الكواكب) (٤) على إعمال المصدر منونًا في المفعول، كقوله تعالى: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا﴾ (٥). وقد جوز أن ينتصب بإضمار أعني، وأن يكون

(١) يعني (بزينةِ الكواكبِ)، وهي قراءة أكثر العشرة كما سيأتي.
(٢) ستأتي قراءته بعد قلَيل.
(٣) قرأها حمزة، وعاصم في رواية حفص.
(٤) هذه قرءاة عاصم في رواية أبي بكر. انظر هذه القراءات المتواترة في السبعة/٥٤٦/. والحجة ٦/ ٥٠ - ٥١. والمبسوط/ ٣٧٥/. والتذكرة ٢/ ٥١٧.
(٥) سورة البلد، الآية: ١٤ - ١٥.


الصفحة التالية
Icon