كقوله: ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ (١)، ﴿يَلْقَ أَثَامًا﴾ (٢)، من لقي الشيء، إذا صادفه، أي: يصادفون فيها تحية وسلامًا. و ﴿خَالِدِينَ﴾: حال من الضمير فيه.
وقوله: ﴿حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾ المنوي في ﴿حَسُنَتْ﴾ للغرفة، والمخصوص بالمدح محذوف، أي: هي. والمستقر: موضع القرار، والمقام موضع الإقامة، ويجوز أن يكونا مصدرين، وهما منصوبان على التمييز.
﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (٧٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ﴾ (ما) هنا تحتمل أن تكون استفهامية [بمعنى الاستغناء، ومحلها النصب] (٣) والمصدر مضاف إلى المفعول من غير أن يذكر معه الفاعل، بمعنى: أي شيء يصنع بكم ربي لولا دعاؤه إياكم إلى الإيمان؟ أو إلى الفاعل على معنى: لولا توحيدكم إياه، أو لولا دعاؤكم إياه عند الشدة، أو لولا دعاؤكم معه آلهة أُخَر، بشهادة قوله: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ﴾ (٤). وأن تكون ﴿مَا﴾ نافية، أي: ما يبالي بكم وما يريدكم، يقال: ما عبأت بفلان، أي: ما باليت به. و ﴿دُعَاؤُكُمْ﴾ مبتدأ، وخبره وجواب ﴿لَوْلَا﴾ كلاهما محذوف تقديره: لولا دعاؤكم موجود أو كائن لهلكتم.
وقوله: ﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ﴾ يعني الرسول وما جاء به.
وقوله: ﴿فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾ اللزام: مصدر قولك: لازمت فلانًا
(٢) تقدمت قبل قليل في الآية (٦٨).
(٣) ساقط من (أ) و (ب).
(٤) سورة النساء، الآية: ١٤٧.