وقرئ أيضًا: (صادَ) بفتحها (١)، وفيه أوجه أيضًا: أن يكون لالتقاء الساكنين، وأن يكون منصوبًا بحذف حرف القسم وإيصال فعله، كقولهم: اللهَ لأَفْعَلَنَّ، بالنصب، وأن يكون بإضمار حرف القسم لقولهم: اللهِ لأَفْعَلَنَّ، بالجر وامتناع الصرف للتعريف والتأنيث على أنها عَلَمٌ للسورة، فالفتحة على هذا فتحة إعراب. وأن يكون مفعولًا به على تأويل: اقرأ، أو اتل (صادَ). وأن يكون فعلًا ماضيًا من صَادَ يَصِيد، على معنى: صادَ محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- قلوبَ العبادِ (٢).
وقرئ أيضًا: (صادٍ) بالجر والتنوين (٣)، على إضمار حرف القسم، كقولهم: (اللهِ لأفعلنَّ) بالجر. وقيل: على التشبيه بالأصوات التي تنون للفرق بين المعرفة والنكرة (٤).
وقد اختلف في ﴿ص﴾ فقيل: اسم من أسماء الله تعالى أقسم به. وقيل: اسم للسورة أقسم بها. وقيل: حرف هجاء أقسم به جل ذكره. وقيل: اسم بحر تحت عرش الرحمن (٥).
فإن قلتَ: ما محله من الأعراب على قراءة الجمهور؟ قلت: يحتمل أوجهًا: أن يكون مجرور المحل على حذف حرف القسم. وأن يكون منصوب المحل على حذف حرفه وإيصال فعله. وأن يكون مرفوع المحل بخبر
(٢) هذا القول الأخير حكاه ابن عطية ١٤/ ٦ عن الثعلبي.
(٣) قرأها ابن أبي إسحاق. انظر إعراب النحاس ٢/ ٧٧٩. ومشكل مكي ٢/ ٢٤٦. والمحرر الوجيز ١٤/ ٦.
(٤) القولان للنحاس في الإعراب ٢/ ٧٧٩. ومكي في المشكل ٢/ ٢٤٦ - ٢٤٧.
(٥) انظر هذه الأقوال وأقوالًا أخرى غيرها في جامع البيان ٢٣/ ١١٧ - ١١٨. والنكت والعيون ٥/ ٧٥. وزاد المسير ٧/ ٩٧ - ٩٨. والقرطبي ١٥/ ١٤٣.