بخلاف الحروف، والوجه ما عليه الجمهور وهو أن (لات) أصلٌ بنفسها هي (لا) زيدت عليها التاء، كما زيدت على رُبَّ وثُمَّ حين قيل: رُبَّتَ وثُمَّتَ تأكيدًا لتأنيث الكلمة، وأكثر العرب على تحريك هذه التاء بالفتح في الدرج، وأما في الوقف: فمنهم من يقف بالتاء كما يقف على الفعل الذي يتصل به تاءُ التأكيد، وأيضًا فإن التغيير في الحروف قليل، وهو مذهب صاحب الكتاب رحمه الله وغيره من النحاة (١)، وعليه خط المصاحف. ومنهم من يقف عليها بالهاء كما يقف على الأسماء المؤنثة، وهو فذهب الكسائي وغيره (٢).
وقال أبو عبيد (٣): التاء في "الإمام" متصلة بالحاء لا بلا، والعرب تقول: جئتك تحين مجيئك، أي: حين مجيئك، قال أبو وجزة (٤):

٥٤٢ - العَاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ والمُطْعِمُونَ زَمَانَ أيْنَ المُطْعِمُ (٥)
والوجه هو الأول وعليه جل العرب، والنحاة، وأهل التأويل. وأما ما ذكره من أن في "الإمام" كذلك، فليس بحجة، لأن "الإمام" وقعت فيه أشياء خارجة عن قياس الخط وشهرتها تغني عن ذكرها (٦).
(١) كالفراء، وأبي الحسن بن كيسان، والزجاج. انظر معاني الفراء ٢/ ٣٩٨. ومعاني الزجاج ٤/ ٣٢٠. وإعراب النحاس ٢/ ٧٨١.
(٢) كالمبرد، وأبي عبيدة. انظر معاني الفراء وإعراب النحاس الموضعين السابقين، ومجاز القرآن ٢/ ١٧٦.
(٣) حُرّف في (ب) و (ط) إلى أبي عبيدة، وإنما هو أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله، وقد تقدمت ترجمته، وانظر قوله الآتي فى إعراب النحاس ٢/ ٧٨٢ - ٧٨٥ من موضعين. ومشكل مكي ٢/ ٢٤٨. والصحاح (ليت) والكشاف ٣/ ٣١٦. والمحرر الوجيز ١٤/ ٨.
(٤) هو يزيد بن عبيد السعدي، كان شاعرًا مجيدًا، راوية للحديث، توفى بالمدينة سنة ثلاثين ومائة. (الشعر والشعراء).
(٥) انظر هذا الشاهد في تأويل مشكل القرآن / ٥٣٠/. وجامع البيان ٢٣/ ١٢٣. وإعراب النحاس ٢/ ٧٨٢. والصحاح (ليت). والمخصص ١٦/ ١١٩. والمحرر الوجيز ١٤/ ٨. والإنصاف ١/ ١٠٨. وزاد المسير ٧/ ١٠١.
(٦) عِلْمًا بأنهم قد نصوا على أنها في المصاحف رسمت (ولات). انظر النحاس، ومكي، والنكت والعيون ٥/ ٧٧.


الصفحة التالية
Icon