يكون من صلة ﴿خَالِقٌ﴾، وأن يكون من صلة محذوف على أنَّه صفة لبشر. و ﴿فَقَعُوا﴾ أمر، و ﴿سَاجِدِينَ﴾ حال، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (١).
قوله عز وجل: ﴿بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ الجمهور على فتح ياء النفْس في قوله: ﴿بِيَدَيَّ﴾ وهو الوجه، وقرئ: (بيديِّ) بكسرها (٢) وهو لغية، وقد مضى الكلام عليه في سورة إبراهيم عند قوله جل ذكره: (بِمُصْرِخِيِّ) على قراءة حمزة بأشبع ما يكون (٣).
وعلى القطع والاستفهام في ﴿أَسْتَكْبَرْتَ﴾، وأم معادلة لهمزة الاستفهام، وقرئ: (استكبرت) بوصل الألف (٤) على الخبر، ﴿أَمْ﴾ على هذه منقطعة، ويجوز أن تكون متصلة، وتكون همزة الاستفهام محذوفة، وجاز حذفها لدلالة ﴿أَمْ﴾ عليها.
﴿قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥) قُلْ مَا أَسْآلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٨٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: (قال فالحَقَّ والحَقَّ أقول) قرئ: (الحقّ) الأول بالنصسب والرفع (٥)، فأما النصب: ففيه أوجه:
أن يكون على الإغراء، أي: فالزموا الحق، أو: فاتبعوا الحق. وأن يكون على تقدير: فأحقُّ الحقَّ. وأن يكون مُقْسَمًا به، كاللَّهِ في قولك: اللهِ

(١) انظر إعرابه للآية (٢٩) من الحجر.
(٢) كذا هذه القراءة هنا في الكشاف ٣/ ٣٣٦. والبحر المحيط ٧/ ٤١٠. والدر المصون ٩/ ٣٩٨ دون نسبة.
(٣) انظر إعرابه للآية (٢٢) منها.
(٤) رواية عن ابن كثير، وأهل مكة. انظر السبعة ٥٥٦ - ٥٥٧. والحجة ٦/ ٨٥ - ٨٦.
(٥) قرأ عاصم، وحمزة، وخلف: (قال فالحقُّ) بالرفع، وقرأ الباقون: (قال فالحقَّ) بالنصب. انظر السبعة / ٥٥٧/. والحجة ٦/ ٨٧/. والمبسوط / ٣٨٢/. والتذكرة ٢/ ٥٢٧.


الصفحة التالية
Icon