بعض القراء (١)، على أن الأول مقسم به، وقد أضمر حرف قسمه، كقولك: اللهِ لأَفْعَلَنَّ، أجازه صاحب الكتاب رحمه الله تعالى (٢)، والثاني: عطف عليه، وواوه للعطف، كما لقول: بالله والله لأقومَنَّ، ومعناه: التوكيد والتشديد. وقيل: الفاء بدل من واو القسم (٣).
وقوله: ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (أجمعين) يجوز أن يكون توكيدًا للكاف في ﴿مِنْكَ﴾ وللمجرور بمنْ، أي: لأملأن جهنم منك يا إبليس وممن تبعك من بني آدم أجمعين لا أترك أحدًا من المتبوعين والتابعين. وأن يكون توكيدًا للضمير المجرور بمن في قوله: ﴿مِنْهُمْ﴾. وأن يكون توكيدًا للكل لا تفاوت في ذلك بين قوم وقوم بعد وجود ما لا يجوز منهم، وهو الإغواء والتَّبعُ.
وقوله: ﴿عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾ الضمير في ﴿عَلَيْهِ﴾ للقرآن، أو للوحي، أو للتبليغ.
وقوله: ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ العلم هنا: يجوز أن يكون على بابه، فيكون الظرف مفعولًا ثانيًا، وأن يكون بمعنى العرفان فيتعدى إلى مفعول واحد وهو ﴿نَبَأَهُ﴾، فاعرفه، والله أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة ص
والحمد لله وحده
(٢) انظر كتاب سيبويه ٣/ ٤٩٨. قال النحاس في الإعراب ٢/ ٨٠٦: وقد غلطه فيه أبو العباس، لأن حروف الخفض لا تضمر.
(٣) قاله النحاس في الموضع السابق.