و ﴿زُلْفَى﴾: مصدر مؤكِّد وعليه نصبه، كأنه قيل: يقربونا إلى الله تقريبًا، و [يُكَوِّر] (١) يجوز أن يكون في موضع الحال.
﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦) إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٧)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿خَلْقًا﴾ مصدر مؤكد لفعله. وقوله: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ﴾ (ذلكم) مبتدأ، و ﴿اللَّهُ﴾ خبره، أو عطف بيان له، والخبر ﴿رَبُّكُمْ﴾، أو ﴿اللَّهُ﴾ فَي خبر مبتدأ محذوف، والمبتدأ وخبره خبر عن المبتدأ الأول، و ﴿رَبُّكُمْ﴾ صفة لاسم الله، أي: ذلكم الذي خلق هذه الأشياء هو الله ربكم.
وقوله: ﴿لَهُ الْمُلْكُ﴾ يجوز أن يكون مستأنفًا، وأن يكون خبرًا بعد خبر، وأن يكون هو الخبر، و ﴿اللَّهُ﴾ بدل من ذلك، أو عطف بيان له، وأن يكون في موضع الحال من اسم الله، والعامل فيها ما في (ذا) من معنى الفعل، أي: ثابتًا أو مستقرًا له الملك.
وكذا قوله: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ إن شئتَ كان في موضع الحال إما من اسم الله، أو من المنوي في ﴿لَهُ﴾ إن جعلت ﴿لَهُ الْمُلْكُ﴾ حالًا، أي: منفردًا بالوحدانية ولم يزل كذلك، كقوله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (٢) فاعرفه فإن فيه أدنى إشكال.

(١) ساقطة من (أ) فقط. والذي بعدها يمكن أن يكون إعرابًا لما قبلها.
(٢) سورة النساء، الآية: ٩٦ و ٩٩ و...


الصفحة التالية
Icon