قصصه، وأنبائه، وأحكامه، وأوامره، ونواهيه وغير ذلك (١). وقيل: لأنه يُثَنَّى في التلاوة فلا يُمَلّ (٢). وقد جوز أن يكون جمع مَثْنَي، مَفْعل من التثنية، بمعنى التكرير والإعادة.
وقوله: ﴿أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ في الكلام أيضًا حذف، أي: كمن يدخل الجَنَّة، أو كمن هو في الراحة والنعيم.
﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٢٨) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلَا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلَا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٢٩)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ انتصاب قوله: ﴿عَرَبِيًّا﴾؛ على الحال من القرآن، و ﴿قُرْآنًا﴾ توكيد له، كقولك: جاءني زيد رجلًا صالحًا وإنسانًا عاقلَا، فقولك: صالحًا وعاقلَا هو الحال، ورجلَا وإنسانًا توكيد، قاله أبو إسحاق (٣).
أبو الحسن: ﴿قُرْآنًا﴾ هو الحال و ﴿عَرَبِيًّا﴾ نعت له (٤).
ولك أن تنصبه على المدح (٥). وقيل: انتصابه بقوله: ﴿يَتَذَكَّرُونَ﴾ (٦). و ﴿غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ نعت بعد نعت، أي: مستقيمًا عاريًا عن التناقض والاختلاف.
(٢) حكاه الماوردي ٥/ ١٢٣ عن ابن عيسى.
(٣) معانيه ٤/ ٣٥٢.
(٤) عنه النحاس في الإعراب ٢/ ٨١٧.
(٥) أجازه الزمخشري ٣/ ٣٤٥ - ٣٤٦.
(٦) التبيان ٢/ ١١١١.