﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٤٢) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (٤٣) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٤٤)﴾.
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾ محل (التي) النصب عطفًا على ﴿الْأَنْفُسَ﴾، والتقدير: وَيتوفى الأنفس التي لَمْ تمت في منامها، فحذف الناصب والموصوف لدلالة ما تقدم، و ﴿فِي مَنَامِهَا﴾ من صلة هذا الفعل المقدر، أي: ويتوفاها في وقت منامها، كقولك: لآتينك (١) مقدمَ الحاج، وخفوقَ النجم، ولا يجوز أن يكون من صلة هذا الظاهر، لأنه قد تعدى إلى واحد من ظرف الزمان وهو قوله: ﴿حِينَ مَوْتِهَا﴾ فلا يتعدى إلى آخر من الزمان. ﴿فَيُمْسِكُ الَّتِي﴾ أي: الأنفس التي، ﴿وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى﴾ أي الأنفس الأخرى.
وقرئ: ﴿قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ﴾ على البناء للفاعل، لقوله: ﴿وَيُرْسِلُ﴾، و (قُضِيَ عليها الموتُ) على البناء للمفعول (٢)، وهو في المعنى مثل الأول.
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا﴾ (أم) هي المنقطعة، وقيل: هي المتصلة والمعادلة محذوفة، أي: أَعَبَدُوا الأوثان لكونها خالقة للسفوات والأرض أم لكونها تشفغ لهم؟
وقوله: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ﴾ انتصاب قوله: ﴿جَمِيعًا﴾ على الحال إما من المنوي في الظرف على مذهب صاحب الكتاب، أو من الشفاعة

(١) في (ب): إتينك. وفي (ج): أتيتك.
(٢) قرأ الكوفيون عدا عاصمًا: (قُضِيَ) على البناء للمفعول. وقرأ الباقون: (قَضَى) على البناء للفاعل. انظر السبعة ٥٦٢ - ٥٦٣. والحجة ٦/ ٩٧. والمبسوط / ٣٨٤/. والتذكرة ٢/ ٥٣٠.


الصفحة التالية
Icon