قول عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ﴾ يجوز أن تكون (ما) كافة. وذُكِّر الضمير في ﴿أُوتِيتُهُ﴾ حملَا على المعني، لأن المراد بالنعمة الإنعام، أو شيء منها، وأن تكون موصولة والضمير على هذا لـ (ما)، أي: إن الذي أوتيته على علم عندي، أي: على علم مني بوجوه المكاسب.
وقوله: ﴿بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ﴾ الضمير للنعمة، أي: بل هي هذه النعمة التي خولناهُ إياها (١) فتنة، أي: اختبار وامتحان أيشكر أم يكفر؟ أو للمقالة وهي: إنما أوتيته على علم، لأنه يُعَذَّبُ على مقالته هذه، أو للحالة.
وقوله: ﴿قَدْ قَالَهَا﴾ أي: قال هذه المقالة أو هذه الكلمة. ﴿مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (ما) يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكون موصولة.
﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (٥٤) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٥٥) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿بَغْتَةً﴾ مصدر في موضع الحال من العذاب، أي: من قبل أن يأتيكم العذاب مباغتًا.
وقوله: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ﴾ مفعول له، أي: بادروا إلى المأمور به مخافةَ أو حَذَرَ أن تقول نفس، عن المبرد (٢). وقال أبو إسحاق: اتبعوا القرآن

(١) كذا في (أ). وفي (ب)؛ التي خولنا إياه. وفي (ط): التي خولنا إياها. وفي (ج): التي خولناها إياه.
(٢) انظر قول المبرد في زاد المسير ٧/ ١٩٢ أيضًا.


الصفحة التالية
Icon