وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٣)}:
وقولى: ﴿لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ﴾ لك أن تنصب ﴿فَأَكُونَ﴾ على جواب التمني الذي أداه معنى ﴿لَوْ﴾، كأنه قال: ليت لي كَرّةً فأكون، وانتصابه بإضمار أن. وأن تنصبه بالعطف على ﴿كَرَّةً﴾، لأن الفاء، إنما تنصب بإضمار (أنْ) وأن مع الفعل بتأويل المصدر، كأنه قال: لو أن لي كرةً فَكَوْنًا من المحسنين.
وقولى: ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ﴾ الجمهور على فتح الكاف والتاء في الأفعال الثلاثة على مخاطبة الشخص أو الإنسان، لأن النفس في المعنى شخص وإنسان، فحمل على المعنى. وقرئ: بكسر الكاف والتاء فيهن (١)، على مخاطبة النفس، وكلاهما شائع في كلام القوم.
وقوله: ﴿بَلَى﴾ جواب لقوله: ﴿لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي﴾ على المعني، لأن معناه: ما هداني، لا بد من هذا التقدير، لأن ﴿بَلَى﴾ لا يكون جوابًا لغير منفي (٢).
وقوله: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ﴾ (وجوههم): مبتدأ، و ﴿مُسْوَدَّةٌ﴾ خبره، والجملة في موضع الحال من ﴿الَّذِينَ كَذَبُوا﴾ (٣) لأن ﴿تَرَى﴾ من رؤية البصر، وإنما خَلَتْ عن الواو الرابطة لأجل الضمير العائد، وقد جوز الزمخشري أن تكون من رؤية القلب، فتكون الجملة مفعولًا ثانيًا (٤)، والوجه هو الأول.
(٢) انظر في هذا معاني الزجاج، ومعاني النحاس الموضعين السابقين.
(٣) في الأصل (الذين كفروا).
(٤) الكشاف ٣/ ٣٥٤.