الحال، وذو الحال المنوي في الخبر وهو ﴿بِيَمِينِهِ﴾، وقيل: الخبر محذوف، أي: والسماوات قبضته، ليكون نظم السماوات في حكم الأرض بدخولها تحت القبضة. وأن يكون من صلة الخبر، أعني ﴿بِيَمِينِهِ﴾. وأن يكون من صلة محذوف على أن يكون حالًا من المستكن في الخبر. ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ﴾ كائنات أو مستقرات بيمينه، فاعرفه.
﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (٧٠)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ﴾ أي: في الصور ﴿أُخْرَى﴾: أي: نفخةٌ أخرى [أو نفخةً أخرى]، فقوله: ﴿أُخْرَى﴾ يجوز أن يكون في موضع رفع، بشهادة قراءة الجمهور: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ (١) وأن يكون في موضع نصب بدلالة قراءة من قرأ: (نفخةً واحدةً) بالنصب (٢). والتقدير هنا: ونُفخ في الصور نفخةٌ واحدةٌ ثم نفخ فيه أخري، وإنما حذفت لدلالة (أخرى) عليها مع التصريح بها في غير هذا المكان.
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ﴾ الجمهور على البناء للفاعل، أي: أضاءت أرضُ الموقفِ بنور ربها، وقرئ: (وَأُشْرِقَت) على البناء للمفعول (٣)، على أنها منقولة من شَرَقَتِ الشمسُ تَشْرُقُ شُروقًا وشَرْقًا، إذا طلعت، أو من شَرِقت بالضوء تَشْرَقُ، إذا امتلأت به، وأشرقها الله.
(٢) سوف تأتي في موضعها وأخرجها هناك إن شاء الله.
(٣) قرأها ابن عباس رضي الله عنهما، وأبو الجوزاء، وعبيد بن عمير. انظر مختصر الشواذ / ١٣٢/. والمحتسب ٢/ ٢٣٨. والمحرر الوجيز ١٤/ ١٠٥.