وقوله: ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ﴾ في الكلام حذف [مضاف] تقديره: ولهم علي دعوى ذنب، أو تبعة ذنب بأن قتلت منهم قتيلًا - وهو القبطي الذي وكزه موسى - عليه السلام - المذكور في سورة القصص (١) - فأخاف أن يقتلوني به، فحذف المضاف.
﴿قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَاذْهَبَا﴾ عطف على محذوف دل عليه حرف الردع، أي: ارتدعْ يا موسى عما تظن من قتلهم إياك، فاذهب أنت وأخوك فقد أرسلته رسولًا معك.
وقوله: ﴿إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ﴾ في خبر (إن) وجهان:
أحدهما: هو ﴿مُسْتَمِعُونَ﴾، و ﴿مَعَكُمْ﴾ إِما من صلة الخبر أو مستقر أيضًا، والخطاب لموسى وهارون وفرعون وقومه، أي: سامعون لما تقولونه، واستفعل قد يأتي بمعنى فعل وأفعل، وإنما عدل عن الظاهر، لأن الاستماع إنما يكون بالإصغاء، وذلك لا يجوز في حق الباري جل ذكره.
والثاني: ﴿مَعَكُمْ﴾ وفي الكلام حذف، أي: معكم بالنصرة والمعونة، والخطاب لموسى وهارون - عليهما السلام -، وجُمع لأن التثنية جمع، ثم قال: ﴿مُسْتَمِعُونَ﴾ لما يقال لكما، لا يَخفى علينا شيء.
وقوله: ﴿إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ في إفراد قوله ﴿رَسُولُ﴾ بعد قوله: ﴿فَقُولَا﴾ أوجه:
أحدها: أن الرسول هنا مصدر كالرسالة، يقال: أرسلت فلانًا إرسالًا ورسالة ورسولًا، بمعنىً، وأنشد: