و ﴿مُخْلِصِينَ﴾ حالٌ، و ﴿الدِّينَ﴾ منصوب به.
﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٧) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي﴾: (رفيع) خبر مبتدأ محذوف، و ﴿ذُو الْعَرْشِ﴾ خبر بعد خبر، وكذا ﴿يُلْقِي﴾ خبر آخر، ويجوز في الكلام نصب قوله: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ﴾ على المدح.
وقوله: ﴿لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ﴾: اللام من صلة ﴿يُلْقِي﴾، و ﴿يَوْمَ﴾ مفعول الإنذار لا ظرف له كما زعم بعضهم، لأنَّ الإنذار لا يكون فيه، وإنما يكون به (١).
وقوله: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ﴾ يجوز أن يكون بدلًا من قوله: ﴿يَوْمَ التَّلَاقِ﴾ فيكون أبضًا مفعولًا به، وأن يكون ظرفًا للتلاق، أو لقوله: ﴿لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ﴾ في ذلك اليوم، و ﴿هُمُ﴾ مبتدأ، و ﴿بَارِزُونَ﴾ خبره، والجملة في موضع جر بإضافة ﴿يَوْمَ﴾ إليها. و ﴿يَوْمَ﴾ بمعنى ﴿إِذِ﴾، ولذلك أضيف إلى الابتداء والخبر، ولو كان بمعنى ﴿إِذَا﴾ لَمْ يُضف إلَّا إلى الفعل والفاعل (٢).
وقوله: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ (اليوم) ظرف للظرف وهو
(٢) انظر في هذا سيبويه ٣/ ١١٩.