تكون كان من ﴿كَانُوا﴾ تامة أيضًا، فيكون ﴿أَشَدَّ﴾ حالًا، كقوله: ﴿فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ (١). وقرئ: (منكم) (٢) على الانصراف من الغيبة إلى الخطاب، وكذا هي في مصاحف أهل الشام (٣).
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (٢٦) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (٢٧) وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ الِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (٢٨)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ قرئ: (وأن يظهر) بالواو من غير ألف قبلها (٤)، عطف على (أن يبدل) على معنى: إني أخاف هذين الأمرين جميعًا، وهما تبديل الدين، وإظهار الفساد.
وقرئ: (أو أن) بالألف قبل الواو (٥)، على أنه (أو) التي لأحد الشيئين أو الأشياء، على معنى: إني أخاف أحدهما لا بعينه، وأيهما وقع كان مَخُوفًا.
وقرئ: (أن يُظْهِر) بضم الياء من أظهر، و (الفسادَ) منصوب، والمنوي
(٢) قرأها ابن عامر وحده من العشرة. انظر السبعة / ٥٦٩/. والحجة ٦/ ١٠٦٠. والمبسوط / ٣٨٩/. والتذكرة ٢/ ٥٣٣.
(٣) المصادر السابقة خلا التذكرة.
(٤) قرأها المدنيان، وابن كثير، وأبو عمرو كما سوف أخرج.
(٥) قراءة الباقين من العشرة. انظر القراءتين في السبعة /٥٦٩/. والحجة ٦/ ١٠٧ - ١٠٨. والمبسوط / ٣٨٩/. والتذكرة ٢/ ٥٣٣ - ٥٣٤.