أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا} (١) أو جمع شَهِيد، كَأَشْرَافٍ في جمع شَريف، ﴿وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا﴾ (٢). و ﴿يَوْمَ يَقُومُ﴾: منصوب محمول على محل الجار والمجرور، كما تقول: أتيتك في أمسِ واليومَ، ومررت بزيدٍ وعمرًا.
وقوله (٣): ﴿هُدًى وَذِكْرَى﴾: أي: هاديًا ومُذكِّرًا لذوي العقول منهم، ولك أن تنصبهما على المفعول له، أي: إرشادًا وتذكرة.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٥٦) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (٥٨) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (٥٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ﴾ (إنْ) نافية بمعنى (ما)، و ﴿كِبْرٌ﴾ مرفوع بالظرف وهو قوله: ﴿فِي صُدُورِهِمْ﴾، لأن الظرف مفرَّغ له، وقد اعتمد على حرف النفي، كما تقول: ما في الدار إلا زيد، فيعمل الظرف فيما بعد (إلا) كما يعمل الفعل في قولك: ما قام إلا زيد.
وقوله: ﴿مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ﴾ الضمير في محل الجر على رأي صاحب الكتاب، وعلى مذهب أبي الحسن في محل النصب، وهو يعود إلى مدلول الكلام، أي: ما هم ببالغي ما في صدورهم، والذي في صدورهم إبطال أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، قاله أبو علي. وقيل: يعود إلى الكبر (٤).
(٢) سورة القصص، الآية: ٧٥.
(٣) موضع إعراب هذه الآية في الجميع بعد إعراب الآية (٥٦) فآثرت وضعه في ترتيبه.
(٤) مشكل مكي ٢/ ٢٦٧.