وقوله ﴿فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ﴾ (ما) موصولة، و ﴿مِنَ الْعِلْمِ﴾ في موضع الحال، إما من (ما)، أو من المنوي في الظرف، أي: كائنًا منه، وهو علمهم بالمكاسب، والتجارات، وجمع الأموال، أي: فرحوا بالذي عندهم من علم الدنيا وأعرضوا عن الدين. وقيل: بدلًا من العلم، على نفي العلم عنهم. وقيل: ﴿مِنَ الْعِلْمِ﴾ تبيين للبينات، وفيه تقديم وتأخير، أي: فلما جاءتهم رسلهم بالبينات من العلم فرحوا بما عندهم من الأموال ومتاع الدنيا.
وقوله: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ﴾ نصب على المصدر، وهو مصدر مؤكد لفعله. كـ ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾ (١) ونحوه من المصادر المؤكدة، أي: من الله ذلك سنة في جميع الأمم وخسر هنالك الكافرون. وقيل: ﴿هُنَالِكَ﴾ مكان مستعار للزمان، أي: خسروا وقت رؤية البأس (٢)، والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة المؤمن
والحمد لله وحده
(٢) قاله الزمخشري ٣/ ٣٨١.