والثاني: على الاختصاص والمدح، أي: أريد بهذا الكتاب المفصل قرآنًا من صفته كيت وكيت.
والثالث: على التمييز. وقوله: ﴿لِقَوْمٍ﴾ من صلة ﴿فُصِّلَتْ﴾، أو من صلة محذوف على أنه نعت بعد نعت، أي: قرآنًا عربيًا كائنًا لقوم من صفتهم كيت وكيت.
وقوله: ﴿بَشِيرًا﴾ يجوز أن يكون صفة لقوله: ﴿قُرْآنًا﴾ بعد صفة، أي: قرآنًا عربيًا مبشرًا من آمن به. وأن يكون حالًا بعد حال. و ﴿وَنَذِيرًا﴾ عطف عليه، وحكمه في الإعراب حكمه.
﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (٥) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٧) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا﴾ في الكلام حذف مضاف تقديره: في أكنة من فَهْمِ ما تدعونا إليه، فحذف المضاف، ولا يجوز أن يكون في موضع الصفة لـ ﴿أَكِنَّةٍ﴾، لأن الأكنة: الأغطية، وليست الأغطية مما يدعون إليه، وواحد أكنة: كنان.
و﴿مَمْنُونٍ﴾: مفعول، ومعناه: إما منقوص، من مَنَّ الشيءَ، إذا نَقَصَهُ، أو مقطوع، من مَنَّهُ، إذا قَطَعَهُ.
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا