الخلاف المشهور المذكور في غير موضع (١).
واختلف في معنى الكلام، فقيل: معناه الاستفهام، على تقدير أو تلك على سبيل الإنكار. وقيل: هو خبر جواب لفرعون حين قال له ما قال (٢).
﴿قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٣) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (٢٥) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٢٦) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (٢٧) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (٢٨) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (٣٠) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣١) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (٣٢) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (٣٣) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ ابتداء وخبر، و (ما) استفهام، أي: أي شيء هو؟ على معنى: من أي جنس هو؟ لأن (ما) سؤال عن الجنس، ظن عدو الله أنه من أحد أجناس الأجسام، فسأله بـ (ما) لذلك، والله تعالى متنزه عن الجنس والنوع.
وقوله: ﴿قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ﴾ (حوله) ظرف مكان ومحله النصب على الحال من الملأ، أي: كائنين أو مستقرين حوله، لا معمول [قال] كما زعم بعضهم، وقد مضى الكلام على أوجهه في "الأعراف" (٣).
{يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (٣٥) قَالُوا أَرْجِهْ
(٢) انظر جامع البيان ١٩/ ٦٩. وإعراب النحاس ٢/ ٤٨٤ - ٤٨٥.
(٣) هكذا قال تبعًا للعكبري أو لغيره، ولم أجد في الآية (٦٠) من الأعراف أي أوجه، وهو يريد - والله أعلم - أن كلمة (الملأ) عند الكوفيين اسم موصول، وانظر البحر ٧/ ١٥.