وقوله: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا﴾ الضمير للخصلة، أو للخليقة، أو للسجِيَّة، أو للمجازاة، وهي دفع السيئة بالحسنة، أو للفعلة. وقيل: للجنة (١)، على معنى: وما يُلَقَّى الجنةَ إلا من صبر على الطاعة.
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (٣٧) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (٣٨) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿خَلَقَهُنَّ﴾ اختلف في الضمير في ﴿خَلَقَهُنَّ﴾، فقيل: للآيات (٢)، وهي الليلُ، والنهارُ، والقمرُ، والشمسُ. وقيل: لليل، والنهار، والشمس، والقمر (٣)، وأُنْكِرَ ذلك من قِبَلِ أن المؤنث والمذكر إذا اجتمعا كانت الغلبة للتذكير (٤). نحو: زيد والهندات خرجوا، فأجيب عنه: بأنه ليس بجمع العقلاء، فهو يجري مجرى التأنيث، كقولهم: الجذوع انكسرنَ، والأقلام بريتهنَّ. وقيل: للشمس والقمر، لأن الاثنين جمع (٥).
وقوله: ﴿وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ﴾ الواو للحال. و ﴿خَاشِعَةً﴾ حال، لأن الرؤية من رؤية البصر.

(١) أخرجه الطبري ٢٤/ ١٢٠ عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وقتادة. وانظر النكت والعيون ٥/ ١٨٢.
(٢) يعني للفظ (الآيات) وهو مؤنث. والقول للزجاج ٤/ ٣٨٧. واقتصر عليه صاحب البيان ٢/ ٣٤٠.
(٣) يعني إلى مجموع هذه الأربعة المتعاطفة، والقول للفراء ٣/ ١٨.
(٤) انظر البيان ٢/ ٣٤٠.
(٥) قاله النحاس في المعاني ٦/ ٢٧١. وانظر المحرر الوجيز ١٤/ ١٨٨.


الصفحة التالية
Icon