يَصدَى صَدًى، وقرئ: (عَمٍ) بكسر الميم (١)، وهو اسم الفاعل، و (عَمِيَ) وهو فعل ماض (٢)، كقوله: ﴿فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ﴾ (٣). وكذا على قول من قرأ: (عَمٍ)، وأما على قراءة الجمهور: فـ (على) من صلة محذوف دل عليه هذا الظاهر، لأن ما كان في صلة المصدر لا يتقدم عليه، فاعرفه.
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَلِنَفْسِهِ﴾ أي: فلنفسه عمل ذلك العمل الصالح، ثم حذف لدلالة الأول عليه، ولك أن تجعله خبر مبتدأ محذوف، أي: فهو لنفسه.
وقوله: ﴿بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾: قيل: إنما جاء ﴿بِظَلَّامٍ﴾ على لفظ المبالغة والكثرة لجمع العبيد، فلمًا كان في العبيد معنى الكثرة أتى بظَلَّام على لفظ الكثرة (٤).
وقوله: (وما تخرج من ثمرة من أكمامها) (٥) (من ثمرة) صلة لعموم النفي، وكذا ﴿مِنْ أُنْثَى﴾.
(٢) قرأها ابن عباس، ومعاوية، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم. انظر معاني النحاس ٦/ ٢٨١. وفي المحرر الوجيز ١٤/ ١٩٤ عن يعقوب: لا أدري أنَوَّنُوا أم فتحوا الياء على الفعل الماضي.
(٣) سورة هود، الآية: ٢٨.
(٤) تقدم مثل هذا القول وغيره عند إعرابه للآية (١٨٢) من آل عمران.
(٥) على القراءة الأخرى الصحيحة كما سيأتي.