الْبَصِيرُ (١١) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٢)}:
قوله عز وجل: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي﴾ (ذلكم) مبتدأ، و ﴿اللَّهُ﴾ خبره، و ﴿رَبِّي﴾ نعت لله، و ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ خبر بعد خبر، أو ﴿اللَّهُ﴾ عطف بيان، أو بدل والخبر ﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾.
وقوله: ﴿فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ﴾ خبر بعد خبر أيضًا، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو فاطر السموات، أو مبتدأ والخبر ﴿جَعَلَ لَكُمْ﴾. ويجوز في الكلام نصبه على النداء، وجره إما على النعت لله في قوله: ﴿فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ وما بينهما اعتراض، أو على البدل من الهاء في ﴿عَلَيْهِ﴾ (١).
وقوله: ﴿يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ﴾ اختلف في الضمير في (فيه)، فقيل: للجَعْل، دل عليه (جَعَلَ) (٢). وقيل: للتدبير (٣)، دل عليه فَحْوَى الكلام. وقيل: للوقت (٤)، دل عليه المعنى. وقيل: للرحم (٥). وقيل: للبطن (٦). وقيل: لمستقركم في الأرض (٧).
وقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ الكاف صلة زيدت للتأكيد، أي: ليس مثله شيء، فـ ﴿شَيْءٌ﴾ اسم ليس، و (مثله) خبرها، ولا يجوز أن يكون
(٢) قاله النحاس في المعاني ٦/ ٢٩٦.
(٣) قاله الزمخشري ٣/ ٣٩٩.
(٤) لم أجد هذا القول.
(٥) قاله ابن قتيبة كما في معاني النحاس ٦/ ٢٨٧. والمحرر الوجيز ١٤/ ٢٠٧. وزاد المسير ٢٧٦. وذكره البغوي ٤/ ١٢١ دون نسبة.
(٦) حكاه البغوي في الموضع السابق، وهو قول زيد بن أسلم، ومعنى قول ابن قتيبة كما في زاد المسير ٧/ ٢٧٦.
(٧) قاله ابن زيد كما في الزاد الموضع السابق.