قبله، وبالتاء على الخطاب (١)، ويدخل فيه الغُيَّبُ فهو أعم.
وقوله: ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يجوز أن يكون الفعل مسندًا إلى الله جل ذكره، على: ويستجيب الله دعاء الذين آمنوا إذا دعوه، فحذف المضاف. وقيل: يجيبهم إلى ما يسألونه، واستجاب وأجاب بمعنىً، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (٢). وقيل: التقدير: ويستجيب للذين آمنوا، كقوله: ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ﴾ (٣) أي: كالوا لهم (٤).
وأن يكون مسندًا إلى ﴿الَّذِينَ﴾، على معنى: يستجيبون له بالطاعة إذا دعاهم إليها، وقد صرح ابن جبير (٥) فيما روي عنه فقال: هذا من فعلهم يجيبونه إذا دعاهم (٦).
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (٢٩) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٣١)﴾ قوله عز وجل: ﴿وَمَا بَثَّ فِيهِمَا﴾ (ما) موصولة، ومحلها إما الرفع
(٢) انظر إعرابه للآية (١٨) من الرعد.
(٣) سورة المطففين، الآية: ٣.
(٤) انظر هذا الوجه في معاني النحاس ٦/ ٣١٢ وإعرابه ٣/ ٦٠. ومشكل مكي ٢/ ٢٧٧. والكشاف ٣/ ٤٠٤.
(٥) تابعي، حبشي الأصل، أسدي الولاء، أخذ العلم عن عبد الله. بن عباس رضي الله عنهما، قال عنه الإمام أحمد: قتل الحجاج سعيدًا وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه. قتل سنة خمس وتسعين.
(٦) انظر قول سعيد رحمه الله في الكشاف ٣/ ٤٠٤. وحكاه الطبري ٢٥/ ٢٩ عن بعض أهل العربية. وهو قول الأخفش في معانيه ٢/ ٥١١.