وقرئ: (أَوَ يُرْسِلُ فَيُوحِيْ) بالرفع فيهما (١)، وفيه وجهان:
أحدهما: مستأنف، على تقدير: أو هو يرسل، فهو مبتدأ، ويرسل خبره، وقوله: (فيُوحِيْ) عطف عليه.
والثاني: في موضع الحال عطفًا على ﴿وَحْيًا﴾ في معنى موحيًا، أي: إلا موحيًا أو مرسلًا.
﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (٥٣)﴾:
قوول عز وجل: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا﴾ الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف، أي: وحيًا مثل ذلك الوحي.
وقوله: ﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي﴾: في موضع الحال من الكاف في ﴿إِلَيْكَ﴾. ﴿مَا الْكِتَابُ﴾: ابتداء وخبر، والجملة في موضمع نصب بقوله: ﴿تَدْرِي﴾. و ﴿مَا﴾ الأولى نافية، والثانية استفهامية، ويجوز في الكلام نصب ﴿الْكِتَابُ﴾ على أن تجعل ﴿مَا﴾ صلة.
وقوله: ﴿وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ﴾ الضمير للكتاب وهو القرآن، وقيل: للإيمان، وقيل: لهما على إرادة ذلك، وقال الفراء: للتنزيل (٢).

(١) يعني بضم اللام وتسكين الياء، وهي قراءة نافع وحده، واختلف عن ابن ذكوان عن ابن عامر. انظر السبعة / ٥٨٢/. والحجة ٦/ ١٣٣. والمبسوط/ ٣٩٦/. والتذكرة ٢/ ٥٤٣. والنشر ٢/ ٣٦٨.
(٢) معانيه ٣/ ٢٧. وحكى الفراء بقية الأقوال أيضًا. وهي جميعها بمعنى واحد، وانظرها في جامع البيان ٢٥/ ٤٧. وإعراب النحاس ٣/ ٧٤. وكونه القرآن، هو قول السدي، وكونه الإيمان، هو قول الضحاك، كما في النكت والعيون ٥/ ٢١٢ - ٢١٣.


الصفحة التالية
Icon