عليهما في أول سورة البقرة بأشبع ما يكون (١). وقرئ أيضًا: (أُشهِدُوا) بغير استفهام على الخبر (٢)، على أنه نعت لإناث، أي: إناثًا مُشْهَدًا خَلْقهم (٣).
﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٢٤) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ﴾ قرئ: (قل) (٤)، على لفظ الأمر على حكاية ما قاله للنذير، على: فقلنا له قل كيت وكيت: و ﴿قَالَ﴾ (٥)، على الخبر، على معنى: قال النذير المرسل لمترفي قومه. وجواب لو محذوف تقديره: أتقيمون على دِين آبائكم.
وقوله: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ﴾ أي: واذكر إذ قال.
﴿بَرَاءٌ﴾ الجمهور على فتح الراء وبعدها ألف بعدها همزة، وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل، ولذلك استوى فيه الواحد والاثنان والجمع، والمؤنث والمذكر، لكونه مصدرًا، يقال: نحن البراء منك (٦). والتقدير: إنني ذو براء منك، فحذف المضاف.
(١) انظر إعرابه للآية (٦) منها، وقد ذكر فيها تسعة أوجه.
(٢) قرأها الزهري كما في المحتسب ٢/ ٢٥٤. والمحرر الوجيز ١٤/ ٢٤٨. والقرطبي ١٦/ ٧٣.
(٣) انظر المحتسب الموضع السابق.
(٤) هذه قراءة أكثر العشرة كما سيأتي.
(٥) قرأها ابن عامر، وعاصم في رواية حفص. انظر القراءتين في السبعة / ٥٨٥/. والحجة ٦/ ١٤٧. والمبسوط/ ٣٩٨/. والتذكرة ٢/ ٥٤٥.
(٦) معاني الفراء ٣/ ٣٠. ومعاني الزجاج ٤/ ٤٠٩.