نريد الذين آمنوا، وهذان الوجهان مرتبان على وجهي الاتصال والانفصال في قوله: ؛ ﴿يَاعِبَادِ﴾. وأن يكون في موضع رفع بالابتداء وخبره محذوف، والتقدير: يقال لهم: ادخلوا الجنة. أو قوله: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ﴾، وما بينهما اعتراض، أو بالعكس، أي: هم الذين آمنوا.
وقوله: ﴿تُحْبَرُونَ﴾ في موضع نصب على الحال، أي: مسرورين، أو مكرمين.
وقوله: ﴿وَفِيهَا﴾ أي: في الجنة.
(ما تشتهى). قرئ: بحذف العائد إلى الموصول، وهو (ما)، لطول الموصول بالصلة. و (تشتهيه) بإثباته (١)، وهو الأصل، وكلاهما حسن، وعلى الحذف أكثر التنزيل (٢).
﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (٧٣) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (٧٤) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَتِلْكَ﴾ مبتدأ، والإشارة إلى الجنة المذكورة، و ﴿الْجَنَّةُ﴾ خبره، ﴿بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ خبر بعد خبر، و ﴿الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا﴾ صفة الجنة، أي: يقال لهم: هذه تلك الجنة التي كانت توصف لكم في الدنيا أورثتموها، أي: جعلت لكم ميراثًا من الكفار، ويجوز أن تكون الجنة صفة لـ ﴿تِلْكَ﴾، والخبر ﴿الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا﴾، وأن تكون ﴿الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا﴾ صفة بعد صفة لـ ﴿تِلْكَ﴾، والخبر ﴿بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
(٢) قال ابن الجزري في النشر ٢/ ٣٧٠ هو كذلك في المصاحف المدنية والشامية زيادة هاء، وفي مصاحف مكة والعراق بحذف الهاء.