﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي﴾ جوز أن يكون ﴿يَوْمَ﴾ مفعولًا به، مفعولَ ﴿فَارْتَقِبْ﴾ وأن يكون ظرفًا له، ومفعوله محذوف، وهو النقمة أو العذاب، وشبه ذلك.
وقوله: ﴿يَغْشَى النَّاسَ﴾ في موضع جر على النعت لدخان.
وقوله: ﴿هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ إلى قوله: ﴿إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ في موضع نصب بفعل مضمر وهو (يقولون)، ويقولون في موضع الحال، أي: قائلين ذلك، وهو حكاية حال ماضية، كقوله: ﴿هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ﴾ (١) على قول من جعل الدخان قد مضى (٢)، ومن جعله مستقبلًا فهو حكاية حال آتية، كقوله: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ﴾ (٣).
وقوله: ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى﴾ (الذكرى) رفع بالابتداء، والخبر ﴿لَهُمُ﴾، و ﴿أَنَّى﴾ معمول الخبر، ولك أن تجعل الخبرط ﴿أَنَّى﴾، و ﴿لَهُمُ﴾ حال. ﴿وَقَدْ جَاءَهُمْ﴾: حال.
وقوله: ﴿إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا﴾ (قليلًا) نعت لمصدر أو لظرف

(١) سورة القصص، الآية: ١٥.
(٢) يعني أن "الدخان" آية من آيات الله، قد وقعت وحلت بالكفار في الماضي، وهو قول بعض المفسرين، ورجحه الإمام الطبري ٢٥/ ١١١ - ١١٤. وقال آخرون: هو علامة من علامات يوم القيامة لم تقع بعد.
(٣) سورة النحل، الآية: ١٢٤.


الصفحة التالية
Icon