﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (١٧) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ﴾ قد جوز في ﴿أَنْ﴾ هنا أن تكون هي المفسرة بمعنى (أي)، لأن إتيان الرسل متضمن لمعنى القول. وأن تكون المخففة من الثقيلة، أي: وجاءهم رسول بأن الشأن والحديث أدوا إليَّ عباد الله. وأن تكون مصدرية في موضع نصب لعدم الجار وهو الباء، أو جر على إرادته.
و﴿عِبَادَ اللَّهِ﴾: يجوز أن يكون مفعولًا به، أي: أدوا إليّ عباد الله، أي: سلموهم إليّ وهم بنو إسرائيل، وأن يكون نداء لهم ومفعول ﴿أَدُّوا﴾ محذوف، أي: أدوا إليَّ يا عباد الله ما هو واجب لله عليكم من الإيمان به، فحذف حرف النداء مع مفعول ﴿أَدُّوا﴾.
وقوله: ﴿وَأَنْ لَا تَعْلُوا﴾ عطف على ﴿أَنْ﴾ كل الأولى، وحكمها حكمها في أوجهها.
وقوله: ﴿أَنْ تَرْجُمُونِ﴾ (أن) في موضع نصب، أي: من أن ترجمونِ.
﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَنَّ هَؤُلَاءِ﴾ الجمهور على فتح (أَنَّ) وهو مفعول دعا، أي: فدعا ربه بأن هؤلاء، وقرئ: (إن هؤلاء) بكسرها (١) على إضمار

(١) قرأها عيسى، والحسن، وابن أبي إسحاق. انظر مختصر الشواذ / ١٣٧/. والمحرر الوجيز ١٤/ ٢٩٠. والبحر المحيط ٨/ ٣٥.


الصفحة التالية
Icon