وقد ذكر في "سبحان" مع ما فيه من اللغات (١)، وهو صوْتٌ إذا صوَّتَ به الشخصُ عُلِمَ أنه متضجر. واللام في ﴿لَكُمَا﴾ للتبيين، أي: هذا التأفيف لكما خاصة.
وقوله: ﴿أَتَعِدَانِنِي﴾ قرئ: بنونين مظهرتين (٢) على الأصل، (وأَتَعِدَاني) بحذف إحداهما (٣) وهي الثانية كراهة اجتماع المثلين. و (أتعدانِّي) بالإدغام (٤) لما ذُكر آنفًا.
والجمهور على كسر النون الأولى، وقرئ: (أتعدانَني) بفتحها (٥)، وهي لغية قوم يفتحون نون التثنية كما يكسرون نون الجمع تشبيهًا لأَحدهما بصاحبه، وحَسُنَ فتحُها هنا كراهة اجتماع النونين والكسرتين مع الياء، ولذلك أزيلت إحداهما تارة بالطرح وتارة بالإدغام.
وقوله: ﴿يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ﴾ أي: بالله، فحذف الجار فوصل الفعل، ولك أن تضمن الاستغاثة معنى السؤال فلا تحتاج إلى تقدير الجار. والواو في ﴿وَهُمَا﴾ واو الحال.
وقوله: ﴿وَيْلَكَ﴾ دعاء عليه بالثُّبُور، وانتصابه على المصدر، وهو من المصادر التي لم يستعمل أفعالها. وقيل: هو مفعول به، أي: ألزمك الله ويلك (٦).
(٢) هذه قراءة الجمهور.
(٣) رواية عن نافع وليست من العشر. انظر المحرر الوجيز ١٥/ ٢٦. والبحر المحيط ٨/ ٦٢. والدر المصون ٩/ ٦٧٠.
(٤) هشام عن ابن عامر. انظر التذكرة ٢/ ٥٥٦.
(٥) رواية عبد الوارث عن أبي عمرو. انظر مختصر الشواذ/ ١٣٩/. وإعراب القراءات السبع ٢/ ٣١٨. ورويت غلطًا عن نافع كما في إعراب النحاس ٣/ ١٥٢.
(٦) التبيان ٢/ ١١٥٧.