يكون للواحد والجمع، وارتفاع قوله: ﴿وَاتَّبَعَكَ﴾ إما على الفاعلية عطفًا على المنوي في قوله: ﴿أَنُؤْمِنُ﴾ على معنى: أنستوي نحن وهم فنعد في عدادهم؟ وحَسُنَ ذلك من غير تأكيد، لأجل الفصل بقوله: ﴿لَكَ﴾. و ﴿الْأَرْذَلُونَ﴾ صفة لهم. أو على الابتداء، والخبر: ﴿الْأَرْذَلُونَ﴾، ومحل الجملة النصب على الحال، وقد جمع (الأرذل) هنا على التصحيح، وفي "هود" على التكسير في قوله: ﴿هُمْ أَرَاذِلُنَا﴾ (١)، وهم أهل الضعة والخساسة، وهم الحاكة وغيرهم من أرباب الصناعات الدنية كالحجامين والأساكفة وغيرهم على ما فسر (٢).
وقوله: ﴿وَمَا عِلْمِي﴾ (ما) استفهام في موضع رفع بالابتداء وخبره: ﴿عِلْمِي﴾، أي: وأي شيء علمي بأعمالهم ومكاسبهم؟ والمراد انتفاء علمه بذلك، وبما في بواطنهم مما لا يطلع عليه إلا رب العالمين.
وقوله: ﴿فَتْحًا﴾ فيه وجهان، أحدهما: مصدر مؤكد، والثاني: مفعول به، وهو بمعنى مفتوح، تسمية للمفعول بالمصدر كخلق الله، وضرب الأمير.
وقوله: ﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ﴾ أي: أغرقنا الباقين بعد إنجائنا نوحًا ومن معه من المؤمنين.
{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٢٤) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٢٥) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٢٦) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢٧) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (١٢٨) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (١٣٠) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٣٤) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣٥) قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ

(١) الآية (٢٧).
(٢) انظر النكت والعيون ٤/ ١٧٩. ومعالم التنزيل ٣/ ٣٩٢. وزاد المسير ٦/ ١٣٤.


الصفحة التالية
Icon