وقوله: ﴿ذَلِكَ﴾ يجوز أن يكون في موضع رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: الحكم ذلك الذي أمرناك به، أو بالعكس، أي: ذلك المأمور به حق، وأن يكون في موضع نصب على أنه مفعول به، أي: افعل ذلك بهم.
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ قرئ: (قُتِلُوا) و (قُتِّلُوا) بالتخفيف والتشديد مَبْنيًا للمفعول (١). و (قاتَلُوا وقَتَلوا) مخففًا مبنيًا للفاعل (٢).
وقرئ: (فلن يُضِل أعمالَهم) بضم الياء وكسر الضاد على البناء للفاعل، وعليها الجمهور، و (فلن يُضل) بضم الياء وفتح الضاد على البناء للمفعول، (أعمالُهم) بالرفع. و (فَلَنْ يَضِلَّ) بفتح الياء وكسر الضاد مبنيًا للفاعل (٣)، وهو أعمالُهم مسندًا إليها من ضل، ووجه هذه القراءات ظاهر، ودخلت الفاء في ﴿فَلَنْ﴾ للإبهام الذي في الموصول.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (٨) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ
(٢) أما (قاتلوا بالألف مبنيًا للفاعل: فهي من المتواتر لبقية العشرة كما في مصادر القراءة المتواترة السابقة. وأما (قَتَلوا) بدون ألف: فهي لعاصم الجحدري. انظر إعراب النحاس، ومختصر الشواذ الموضعين السابقين. وأضافها القرطبي ١٦/ ٢٣٠ أيضًا إلى عيسى بن عمر، وأبي حيوة.
(٣) القراءتان لعلي -رضي الله عنه-. انظر مختصر الشواذ/ ١٤٠/ وقد رسم فيه (يضل) بالياء النقط من تحته، وكذا في البحر ٨/ ٧٥. وروح المعاني ٢٦/ ٤٣. وأثبت (تضل) بالتاء النقط من فوقه في الدر المصون ٩/ ٦٨٦ في القراءتين. وفي الكشاف ٣/ ٤٥٤ الأولى بالياء، والثانية بالتاء دون ضبط من المؤلف في كليهما، والله أعلم.