وقوله: ﴿وَسُقُوا مَاءً﴾ (ماءً) مفعول ثان، و (أمعاء) جمع مِعىً، كأضلاع في جمع ضلع، والمِعَى: مجرى الطعام والشراب في الجوف.
﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (١٦) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (١٧) فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (١٨) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (١٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَاذَا قَالَ آنِفًا﴾ معنى قوله: ﴿آنِفًا﴾: الساعة، وانتصابه على الظرف، وهو ظرف زمان، يقال: قلت كذا آنفًا وسالفًا. قال أبو إسحق: هو مِن استأنفتُ الشيءَ إذا ابتدأتَهُ، وَرَوْضَةٌ أُنُف، هي في أول ما تُرعى. والمعنى: ماذا قال في أول وقت يقرب منا؟ انتهى كلامه (١). والاستئناف: الابتداء، وكذلك الائتناف.
وقيل: ﴿آنِفًا﴾ حال من المنوي في ﴿قَالَ﴾، أي: ماذا قال مؤتنفًا (٢).
وقرئ: (آنِفًا) و (أنِفًا) بالمد والقصر (٣)، كحاذرٍ وحَذِرٍ، والأنف هو الصائر أولًا، وليس من لفظه فعل ثلاثي، إنما جاء: استأنفت الأمر، وائتنفته، فاعرفه.
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ﴾ يحتمل الرفع على الابتداء، والنصب بما يفسره بعده.
(٢) انظر هذا القول في التبيان ٢/ ١١٦٢ أيضًا.
(٣) العشرة على (آنفًا) بالمد، إلا ما روي عن ابن كثير من طريق البزي (أنفا) بالقصر. أنظر السبعة / ٦٠٠/. والحجة ٦/ ١٩٢. والتذكرة ٢/ ٥٥٧. والنشر ٢/ ٣٧٤.