والدمار. وقيل: القبح والفساد، وهو المصدر، والفعل منه ساء يسوء بالضم فيهما سُوءًا، في مقابلة: حَسُنَ يَحْسُنُ حُسْنًا، وضده في المعنى، وهو على هذا لازم وليس من ساءه الذي حزنه، فإن ذلك متعد، وهو على فعَل بفتح العين، وهذا لازم وعلى فَعُل بضم العين، وبمعنى قبح (١) وفي وزنه.
وأما السَّوء بالفتح: فهو نعت، وهو فاعل ساء، لأن ساء فَعُلَ وَفَعُلَ يأتي فاعله على فَعْل، كصَعُب فهو صعْب، فمعنى السوء: القبيح الفاسد، أي: عليهم دائرة الأمر الفاسد القبيح، فاعرفه فإنه من كلام المحققين من أصحابنا، وهو غريب لطيف.
وقوله: ﴿وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ نصب على التمييز، وساء بمعنى بئس، أي: بئس المرجع مرجعًا جهنمُ.
﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿شَاهِدًا﴾ حال من الكاف، ﴿وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ كلاهما عطف عليه، وهذه أحوال مقدرة.
وقوله: ﴿لِتُؤْمِنُوا﴾ من صلة الإرسال، وقرئ: بالياء النقط من تحته، وكذا ما بعده وهو: (يعزروه ويوقروه ويسبحوه) (٢) أي: أرسلناك إليهم ليؤمنوا. وبالتاء (٣) على معنى: قل لهم، والضمائر المنصوبة كلها لله جل وعز. والتعزير: قيل: التعظيم. وقيل: الإطاعة. وقيل النصر (٤). وأصله
(٢) قرأها كلها بالياء: ابن كثير، وأبو عمرو كما سوف أخرج.
(٣) هذه قراءة الباقين من العشرة. انظر السبعة/ ٦٠٣/. والحجة ٦/ ٢٠٠. والمبسوط / ٤١٠/. والتذكرة ٢/ ٥٦٠.
(٤) انظر هذه الأقوال مجتمعة مخرجة في جامع البيان ٢٦/ ٧٤ - ٧٥. والنكت والعيون ٥/ ٣١٣.