كحُوْلٍ في جمع حائل، والبائر: الهالك، وأن يكون مفردًا يوصف به الواحد والجمع، والمذكر والمؤنث، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا (١).
﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ﴾ ﴿يُرِيدُونَ﴾ يجوز أن تكون في موضع الحال من الضمير المنصوب في ﴿ذَرُونَا﴾، وأن تكون مستأنفة. وقرئ: (كَلِمَ اللَّهِ) (٢)، وهو جمع كَلِمة، والكلام اسم للجنس، والكلم والكلام يرجعان إلى معنى.
وقوله: ﴿بَلْ تَحْسُدُونَنَا﴾ إضراب عن أن يكون حكم الله أن لا يتبعوهم وإثبات الحسد، أي: ليس الأمر كما زعمتم من أن الله منعكم عن استتباعنا، بل تحسدوننا أن نشارككم في الغنيمة.
وقوله: ﴿بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ إضراب عن وصفهم بإضافة الحسد إلى المؤمنين إلى وصفهم بما أَطَمُّ منه، وهو أنهم لا يفقهون من أمر الدين إلا قليلًا (٣).
وقوله: ﴿إِلَّا قَلِيلًا﴾ يجوز أن يكون نعتًا لمصدر محذوف، أي: لا يعلمون إلا علمًا قليلًا، أو شيئًا قليلًا منه، وأن يكون مستثنى من الضمير في ﴿لَا يَفْقَهُونَ﴾ أي: لا يفقه ذلك إلا القليل منهم، وهم الذين يؤمنون منهم، فـ ﴿قَلِيلًا﴾ على هذا منصوب على أصل الاستثناء، ويجوز على هذا التأويل

(١) انظر إعرابه للآية (١٨) من الفرقان.
(٢) قرأها الكوفيون ماعدا عاصمًا. انظرها مع قراءة باقي العشرة في السبعة/ ٦٠٤/. والحجة ٦/ ٢٠٢. والمبسوط/ ٤١٠/. والتذكرة ٢/ ٥٦٠.
(٣) انظر الكشاف ٣/ ٤٦٥.


الصفحة التالية
Icon