وعلى تخفيف يائه وهو جمع هَدْيَةٍ، وقرئ: (والهَدِيَّ) بتشديد الياء (١)، والواحد هَدِيَّةٌ، والهدْيُ والهدِيّ: مَا يُهْدَى إلى الحرم من النَّعَمِ.
و﴿مَعْكُوفًا﴾: حال من الهدي، أي محبوسًا عن أن يبلغ محله، يقال: عكفتُ فلانًا عن الشيء إذا حبستَه عنه. فعكف هو يتعدى إلى واحد ولا يتعدى، ويجوز أن يكون مفعولًا له، أي: صدوا الهدي كراهة أن يبلغ محله، أو لأَنْ لا يبلغ محله، فحذف اللام ولا. وقد جُوز أن يكون بدلًا من الهدي بدل الاشتمال، على: وصَدوا بلوغَ الهدي (٢).
وقوله: ﴿لَمْ تَعْلَمُوهُمْ﴾: في موضع رفع على النعت لرجال ونساء، والتقدير: ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات غير معلومين لكم، والمعنى: لم تعرفوهم بأعيانهم أنهم مؤمنون.
وقوله: ﴿أَنْ تَطَئُوهُمْ﴾ يجوز أن يكون في موضع رفع على البدل من الرجال والنساء جميعًا، وهو بدل الاشتمال، أي: ولولا وَطْؤُكُمْ رجالًا مؤمنين ونساء مؤمنات غير معلومين لكم. وأن يكون في موضع نصب على البدل من الضمير المنصوب في ﴿لَمْ تَعْلَمُوهُمْ﴾ وهو بدل الاشتمال أيضًا، أي: لم تعلموا (٣) وَطْأَهم. والوطء: عبارة عن الإيقاع والإبادة، ومثله الدَّوْسُ.
وقوله: ﴿فَتُصِيبَكُمْ﴾ عطف على، ﴿أَنْ تَطَئُوهُمْ﴾.
وقوله: ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ يجوز أن يكون في موضع نصب على الحال من الضمير المرفوع في ﴿أَنْ تَطَئُوهُمْ﴾، والتقدير: أن تطؤوهم غير عالمين بهم، وأن يكون في موضع رفع على الصفة لـ ﴿مَعَرَّةٌ﴾، والمَعَرَّةُ: الغَمُّ

(١) وكسر الدال، وهي قراءة الأعرج، والحسن، وعصمة عن عاصم، وخارجة عن أبي عمرو. انظر مختصر الشواذ ١٤٢ - ١٤٣. والمحرر الوجيز ١٥/ ١١٢. والبحر المحيط ٨/ ٩٨.
(٢) هذا الإعراب لـ (أن يبلغ) وليس لـ (معكوفًا). انظر المحرر الوجيز ١٥/ ١١٢. والتبيان ٢/ ١١٦٧. والبحر ٨/ ٩٨. والدر المصون ٩/ ٧١٦. وروح المعاني ٢٦/ ١١٣.
(٣) في (أ) و (ط): تعلموهم.


الصفحة التالية
Icon