وفي قوله: ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ المنوي في قوله: ﴿لِيَغِيظَ﴾ يجوز أن يكون لله عز وعلا، والتقدير: فعل الله ذلك برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وهو أن قواهم وكثَّرهم ليغيظ بهم الكفار، وأن يكون للزرع، أي: هذا الزرع يغيظ بقوته والتفافه وطول نباته الكفار، أي الزُّرَّاع الذين ليس لهم مثل زرعهم، فاللام على هذا من صلة ﴿يُعْجِبُ﴾، والأول أمتن، وقد جوز أن يكون من صلة ﴿وَعَدَ اللَّهُ﴾، لأن الكفار إذا سمعوا بما أعدّ لهم في الآخرة مع ما أوتوا في العاجلة غاظهم ذلك، يقال: غاظه يغيظه غيظًا، فهو مَغِيظ، قال ابن السكيت: ولا يقال: أغاظه (١).
وقوله: ﴿مِنْهُمْ﴾ لبيان الجنس عند الجمهور، لأن الجميع مؤمنون مطيعون، وقد جوز أن يكون للتبعيض، والضمير في ﴿مِنْهُمْ﴾ على هذا لمن يوصف بالعمل الصالح ولمن لا يوصف به. والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة الفتح
والحمد لله وحده

(١) انظر قوله في الصحاح (غيظ).


الصفحة التالية
Icon