وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٦)}:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ﴾ مبتدأ، و ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾: صفة لهم، والخبر: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾.
﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٧) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا﴾ أي: بأن أسلموا، فإن وما بعدها في تأويل المصدر، أي: بإسلامهم، فحذف الباء وأوصل الفعل، يقال: مننت عليه بالشيءِ، ثم مننت عليه الشيءَ.
وقوله: ﴿أَنْ هَدَاكُمْ﴾ أي: بأن هداكم، أو لأن هداكم، وقرئ: (إنْ هَدَاكُم) بكسر الهمزة (١)، وهي بمعنى (إذ) تعضده قراءة من قرأ: (إذ هداكم) وهو ابن مسعود -رضي الله عنه- (٢).
وقوله: ﴿إِنْ كُنْتُمْ﴾ (إن) شرطية، وجوابها محذوف لدلالة ما قبله عليه، أي: إن كنتم صادقين فيما زعمتم فلله المنة عليكم بأن هداكم له، هذا على قول من قال: إنها نزلت في الأعراب المنافقين، وأما من قال: إنها في المؤمنين فـ (إن) على قوله بمعنى إذ، والمعنى: إذ صدقتم في أنكم مؤمنون لزمكم أن تعلموا أن المنة في إيمانكم لله عليكم حين هداكم له وأصاركم إليه.
﴿بِمَا تَعْمَلُونَ﴾: قرئ: بالتاء النقط من فوقه لقوله: {لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ

(١) كذا حكاها صاحب الكشاف ٤/ ١٨. والآلوسي ٢٦/ ١٦٩ دون نسبة. ونسبها القرطبي ١٦/ ٣٥٠ إلى عاصم، وليست من المتواتر.
(٢) انظر قراءته في مختصر الشواذ/ ١٤٤/. والكشاف ٤/ ١٨. والمحرر الوجيز ١٥/ ١٥٧.


الصفحة التالية
Icon