قوله عز وجل: ﴿إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ﴾ خبر (إن) محذوف، و ﴿لِعَمَلِكُمْ﴾ صلة ذلك الخبر، و ﴿مِنَ الْقَالِينَ﴾ صفته، والتقدير: إني لَقالٍ لِعملكم كائن من القالين.
وقوله: ﴿فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾ ساء هنا بمعنى بئس، والمخصوص بالذم محذوف، [واللام] في ﴿الْمُنْذَرِينَ﴾ للجنس، إذ لم يرد قومًا بأعيانهم، أي: بئس مطر الذين أنذروا بالعذاب مطرهم.
﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٧٧) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٧٨) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٧٩) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٠) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (١٨١) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (١٨٢) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (١٨٣) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (١٨٤) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٨٥) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (١٨٦) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٨٧) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٨٩) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٩٠) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٩١) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (١٩٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ﴾ قرئ: (لَيْكَةَ) بلام مفتوحة من غير همزة وبفتح التاء غير مصروفة (١)، على أنها اسم علم لتلك المدينة أو البقعة، ولامها من نفس الكلمة ليست للتعريف، والمانع لها من الصرف العلمية والتأنيث.

(١) هذه قراءة أبي جعفر، ونافع، وابن كثير، وابن عامر كما سوف أخرج.


الصفحة التالية
Icon