﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ وبالتاء (١)، على معنى: يقال لهم: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ﴾.
وقوله: ﴿لِكُلِّ أَوَّابٍ﴾ بدل من قوله: ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ بإعادة الجار.
وقوله: ﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ﴾ يجوز أن تكون ﴿مَنْ﴾ موصولة، إما في موضع جر على البدل إما من ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾، أو من (كُل) في قوله: ﴿لِكُلِّ أَوَّابٍ﴾، أو من موصوفِ ﴿أَوَّابٍ﴾ لا من ﴿أَوَّابٍ﴾ كما زعم بعضهم، لأن ﴿مَنْ﴾ لا يوصف به، ولا يوصف من بين الموصولات إلا بـ ﴿الَّذِي﴾ وحده. أو نصب على إضمار أعني، أو رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هم من خشي.
وأن تكون شرطية في موضع رفع بالابتداء والخبر ﴿ادْخُلُوهَا﴾، على تقدير حذف جواب الشرط، أي: فيقال لهم: ادخلوها بسلام، أي: سالمين من العذاب وزوال النعم، والباء للحال.
وقد جوز أن تكون منادى كقولهم: مَن لا يزال محسنًا أَحسنْ إليَّ، أي: يا من لا يزال (٢).
والباء في قوله: ﴿بِالْغَيْبِ﴾ باء الحال، وذو الحال ﴿الرَّحْمَنَ﴾ جل ذكره، أي: خَشِيَهُ وهو غائب، أو المنوي في ﴿خَشِيَ﴾ الراجع إلى (مَن).
وقوله: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا﴾ (فيها) يجوز أن يكون من صلة ﴿يَشَاءُونَ﴾، وأن يكون في موضع الحال إما من ﴿مَا﴾ على رأي أبي الحسن، أو من المنوي في ﴿لَهُمْ﴾ على مذهب صاحب الكتاب. أو من الراجع إلى ﴿مَا﴾ على المذهبين.
(٢) انظر هذا الوجه في البحر ٨/ ١٢٧ أيضًا.