أَنْذَروا بهذا اللسان. قيل: وهم خمسة: هود، وصالح، وشعيب، وإسماعيل، ومحمد عليهم الصلاة والسلام (١).
﴿أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٩٧) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (١٩٩) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (٢٠٠) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٢٠١) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٢٠٢) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (٢٠٣) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (٢٠٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ﴾ قرئ: (يكن) بالياء النقط من تحته و (آيةً) بالنصب (٢)، على أنها خبر ﴿يَكُنْ﴾، و ﴿أَنْ يَعْلَمَهُ﴾ اسمها، والتقدير: أو لم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل آيةً، والضمير في ﴿أَنْ يَعْلَمَهُ﴾ للقرآن. وقيل: لرسول الله - ﷺ - (٣).
وقرئ: (تكن) بالتاء النقط من فوقه، (آيةٌ) بالرفع (٤)، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: اسم تكن، وخبرها ﴿أَنْ يَعْلَمَهُ﴾، وجاز أن يكون الخبر معرفة والاسم نكرة، لأنه قد تخصص بالظرف وهو ﴿لَهُمْ﴾، لأنه كان وصفًا له، فلما قدم عليه صار حالًا، وتقديمه عليه لا يخرجه عن أن يكون مخصصًا، وأيضًا فإن الاسم فيه شياع ما، لأنَّ عِلْمَ علماء بني إسرائيل لم يقصد به واحد معين.
(٢) هذه قراءة الجمهور غير ابن عامر كما سيأتي.
(٣) انظر معاني الزجاج ٤/ ١٠١. ومعالم التنزيل ٣/ ٣٩٨.
(٤) قرأها ابن عامر وحده من العشرة. انظر القراءتين في السبعة / ٤٧٣/. والحجة ٥/ ٣٦٩. والمبسوط / ٣٢٨/.