على الحال، أي: ذات مَبْصَرَة، أي: تبصرة، أو على أنه مفعول له فيه دلالة على الشياع والكثرة من جهة المصدرية، قال أبو الفتح: وقد كثرت المفعلة بمعنى الشياع والكثرة في الجواهر والأحداث جميعًا، ولذلك قولهم: أرض مَضَبَّة، أي: كثيرة الضباب، ومَحْياة ومَفْعَاةٌ، أي: كثيرة الحَيَّاتِ والأفَاعِي. فهذا في الجواهر، ونحو قولهم: الحق مَجْدَرَةٌ بِكَ، ومَخْلَقَةٌ، وشبهها في الأحداث (١).
وقوله: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا﴾ الباء في ﴿بِهَا﴾ صلة (٢)، أي: وجحدوها. وقيل: للسبب (٣)، والمفعول محذوف، أي: وجحدوا الحق بسببها. ﴿وَاسْتَيْقَنَتْهَا﴾ الواو واو الحال و (قد) معها مرادةٌ.
وقوله: ﴿ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ مصدران في موضع الحال من الضمير في (جَحدُوا)، أي: ظالمين وعالين، أو جحدوا للظلم والعلو (٤).
وقوله: ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ (عاقبة) اسم كان و ﴿كَيْفَ﴾ خبره.
﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مِنَ الْجِنِّ﴾ يجوز أن يكون من صلة (حُشِرَ)، وأن يكون في موضع الحال من ﴿جُنُودُهُ﴾، أي: كائنين منهم.
وقوله: ﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ أي: يُكَفُّونَ ويُحْبَسُونَ. يقال: وَزَعَهُ عن كذا، إذا كفه عنه ومنعه منه، والوَازِعُ: الذي يكون في الجيش فيحبس أولهم على آخرهم لئلا يتفرقوا.

(١) المحتسب الموضع السابق.
(٢) أي زائدة، وهو قول أبي عبيدة. انظر القرطبي ١٣/ ١٦٣.
(٣) لم أجد مَن ذكره.
(٤) فيكونان مفعولين لأجلهما.


الصفحة التالية
Icon