وقوله: ﴿مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ﴾ (من) صلةٌ، أي: خيلًا ولا ركابًا، والركاب: الإبل خاصة، واحدتها راحلة، ولا واحد لها من لفظها.
﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٧) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ﴾ حكمها حكم ما سلف آنفًا في الإعراب والمعنى. قيل: وإنما خَلَتْ هذه الجملة من العاطف، لأنها بيان للأولى، فهي منها غيرُ أجنبية عنها (١).
وقوله: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾ من صلة محذوف، أي: فعلنا ذلك في هذه الغنائم، أو بينا ذلك لئلا يغلب الأغنياءُ الفقراءَ على الفيء. قيل: والمراد بالأغنياء: الرؤساء، أي: يعملون فيه كما يفعل أهل الجاهلية، لأنهم جعلوا الحكم للرؤساء (٢).
وقرئ: (كي لا يكون) بالياء النقط من تحته (دُولَةً) بالنصب، أي: كيلا يكون الفيء دولةً، وبالتاء النقط من فوقها (دُولَةٌ) بالرفع (٣)، على (كان) التامة، كقوله: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ﴾ (٤) أي: كيلا تقع دولةٌ، أو تحدث دولةٌ.
(٢) حكى الكلبي، والفراء أنها نزلت في رؤساء المسلمين. انظر معاني الثاني ٣/ ١٤٥. والنكت والعيون ٥/ ٥٠٤. ومعالم التنزيل ٤/ ٣١٨. والكشاف ٤/ ٨١.
(٣) قرأها أبو جعفر، وابن عامر في رواية هشام بخلاف، لذا لم تذكر في السبعة أو الحجة. وانظرها في المبسوط/ ٤٣٣/. والتذكرة ٢/ ٥٨٥. والكشف ٢/ ٣١٦. والنشر ٢/ ٣٨٦.
(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٨٠.