وعلى نصب ﴿خَالِدَيْنِ﴾ ونصبهما على الحال من المنوي في النار، أي: أنهما ثابتان في النار وخالدَين فيها.
وقرئ: (خالدان) بالرفع (١)، على أنه خبر أنَّ، و ﴿فِي النَّارِ﴾ ملغى.
وعن المبرد: نصب ﴿خَالِدَيْنِ﴾ على الحال أولى، لئلا يلغى الظرف مرتين، يعني ﴿فِي النَّارِ﴾ و ﴿فِيهَا﴾ (٢).
ولم يجز الفراء إلا نصب ﴿خَالِدَيْنِ﴾ على الحال، قال: لأنك إذا رفعته على خبر أنَّ كان حقُّ ﴿فِي النَّارِ﴾ أن يكون مؤخرًا فيتقدم المضمر على المظهر، لأن التقدير عنده: فكان عاقبتهما أنهما خالدان فيها في النار. وذلك عند البصريين جائز، لأنهم إنما يراعون الرتبة في اللفظ لا الأصل (٣). وكرر الظرف، لأجل التأكيد، أعني ﴿فِي النَّارِ﴾، و ﴿فِيهَا﴾، كما تقول: زيد في الدار قائمًا فيها.
﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤)﴾:
(٢) انظر قول المبرد في مشكل مكي ٢/ ٣٦٨.
(٣) قول الفراء هكذا في مشكل مكي الموضع السابق. وانظر معاني الفراء ٣/ ١٤٦ - ١٤٧. وإعراب النحاس ٣/ ٤٠٣.